سياسة

تغوّل “الفصائل الجهادية” السورية: تهديدات علنية بتصفية وزير التربية

في مشهدٍ يُجسّد واقع السيطرة المتصاعدة للفصائل المتطرفة، تلقى وزير التربية في سلطة الأمر الواقع محمد عبد الرحمن تركو تهديداتٍ بالتصفية الجسدية عبر تسجيل مصوّر، فيما تشهد مدينة حماة احتجاجات غاضبة على خلفية قراره تقليص حصص التربية الإسلامية في المناهج الدراسية.

وهذا الأمر يدفع الى السؤال عن تفاصيل هذه الأزمة المتشعبة، وكيف وصلت الأمور الى هذا الحد، ويمكن وضع النقاط التالية:

  • التهديد العلني: تسريب مقطع فيديو يوجه تهديداتٍ مباشرة للوزير يشكل سابقة خطيرة، تكشف عن انهيار الهيبة الرسمية وتصاعد نفوذ قوى الأمر الواقع التي لا تتردد في استخدام لغة السلاح لفرض أجنداتها.
  • الشارع الغاضب: إذ انفجرت احتجاجات حاشدة في حماة، معقل الهوية المحافظة، رافضة القرار الذي يُعتبر من وجهة نظر المحتجين مسّاً بثوابت المجتمع وهويته الإسلامية.
  • صراع الهوية: تحوّلت قضية المناهج الدراسية إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين مشروعين: أحدهما يحاول الحفاظ على الإطار المدني للدولة لارضاء دول الخارج لابقائهم في السلطة، وآخر تفرضه ميليشيات مسلحة تكفيرية متطرفة تدفع باتجاه “جَهْرة” المجتمع ومؤسساته.

وبالتالي لم تعد هذه الأزمة مجرد خلاف على مناهج تعليمية، بل هي:

  • انعكاس للفوضى: تعكس الفوضى الأمنية والمؤسساتية التي تعمّ مناطق سيطرة سلطة الأمر الواقع المتطرفة بعد تغوّل هذه الفصائل الجهادية .
  • اختبار للسيادة: تمثل اختباراً حقيقياً لسلطة الدولة المزعومة أمام سطوة “دولة الميليشيات التكفيرية ” داخل أراضيها.
  • إنذار أخطر: تُشكّل إنذاراً بتحوّل سوريا التدريجي إلى كيان مجزّأ تُهيمن عليه الأيديولوجيات المتطرفة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي على المدى البعيد.

هذا المشهد المركّب يؤكد أن سوريا تتجه نحو مرحلة “الجهادية المؤسساتية”، حيث تتحول الفصائل من قوى مسلحة في الشوارع إلى لاعبٍ مهيمن على مقدرات الحكم والتعليم، لتُرسي بذلك سلطة الأمر الواقع كحكم فعلي في معادلة البلاد المستقبلية.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى